فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (٨٦) وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧) لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨)
____________________________________
(٨٤) (فَما أَغْنى عَنْهُمْ) ما دفع العذاب (ما كانُوا يَكْسِبُونَ) من الأموال والأنعام.
(٨٥) (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ) أي : للثّواب والعقاب. أثيب من آمن بي وصدّق رسلي ، وأعاقب من كفر بي ، والموعد لذلك السّاعة ، وهو قوله تعالى : (وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ) أي : إنّ القيامة تأتي ، فيجازى المشركون بقبيح أعمالهم (فَاصْفَحِ) عنهم (الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) أي : أعرض إعراضا بغير فحش ولا جزع.
(٨٦) (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) بما خلق.
(٨٧) (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) يعني : الفاتحة (١) ، وهي سبع آيات ، وتثنى في كلّ صلاة. امتنّ الله على رسوله صلىاللهعليهوسلم بهذه السّورة ، كما امتنّ عليه بجميع القرآن حين قال : (وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) أي : العظيم القدر.
(٨٨) (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ) نهي رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الرّغبة في الدّنيا ، فحظر عليه أن يمدّ عينيه إليها رغبة فيها. وقوله : (أَزْواجاً مِنْهُمْ) أي : أصنافا من الكفّار ، كالمشركين ، واليهود ، وغيرهم. يقول : لا تنظر إلى ما متّعناهم به في الدّنيا (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) إن لم يؤمنوا (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) ليّن جانبك وارفق بهم.
__________________
(١) في حديث أبي سعيد بن المعلّى : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الحمد لله ربّ العالمين» هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. أخرجه النسائي في تفسيره ١ / ٦٣٤ ؛ وابن جرير ١٤ / ٥٥ ؛ والحاكم ٢ / ٣٥٥ ؛ وقال : صحيح على شرط الشيخين ، وأقرّه الذهبي.