إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥) وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (٧٩) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٨١) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣)
____________________________________
(٧٥) (لِلْمُتَوَسِّمِينَ) أي : المتفرّسين (١) المتثبّتين في النّظر حتى يعرفوا حقيقة سمة الشّيء.
(٧٦) (وَإِنَّها) يعني : مدينة قوم لوط (لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) على طريق قومك إلى الشّام ، وهو طريق لا يندرس ولا يخفى.
(٧٧) (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) لعبرة للمصدّقين. يعني : إنّ المؤمنين اعتبروا بها.
(٧٨) (وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ) قوم شعيب ، وكانوا أصحاب غياض وأشجار.
(٧٩) (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ) بالعذاب. أخذهم الحرّ أيّاما ، ثمّ اضطرم عليهم المكان نارا فهلكوا. (وَإِنَّهُما) يعني : الأيكة ومدينة قوم لوط (لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) لبطريق واضح.
(٨٠) (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ) يعني : قوم ثمود ، والحجر اسم واديهم (الْمُرْسَلِينَ) يعني : صالحا ، وذلك أنّ من كذّب نبيّا فقد كذّب جميع الرّسل.
(٨١) (وَآتَيْناهُمْ آياتِنا) يعني : ما أظهر لهم من الآيات في النّاقة.
(٨٢) (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) لطول عمرهم كان لا يبقى معهم السّقوف ، فاتّخذوا كهوفا من الجبال بيوتا (آمِنِينَ) من أن يقع عليهم.
(٨٣) (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) صيحة العذاب (مُصْبِحِينَ) حين دخلوا في وقت الصّبح.
__________________
(١) عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : اتقوا فراسة المؤمن ؛ فإنّه ينظر بنور الله ، ثم قرأ : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ). أخرجه الترمذي في التفسير برقم ٣١٢٥ ، وفيه عطية العوفي ، وهو ضعيف ، وابن جرير ١٤ / ٤٦.