وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩) كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١) فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣) فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤) إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)
____________________________________
(٨٩) (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) أنذركم عذاب الله سبحانه ، وأبيّن لكم ما يقرّبكم إليه.
(٩٠) (كَما أَنْزَلْنا) أي : عذابنا (عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) وهم الذين اقتسموا طرق مكة (١) يصدّون الناس عن الإيمان بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله تعالى بهم خزيا ، فماتوا شرّ ميتة.
(٩١) (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) جزّءوه أجزاء ، فقالوا : سحر ، وقالوا : أساطير الأولين ، وقالوا : مفترى.
(٩٢) (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).
(٩٣) (عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) أي : يفترون من القول في القرآن. يريد : لنسألنّهم سؤال توبيخ وتقريع.
(٩٤) (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) يقول : أظهر ما تؤمر ، واجهر بأمرك ، (وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) لا تبال بهم ، ولم يزل النبيّ صلىاللهعليهوسلم مستخفيا حتى نزلت هذه الآية.
(٩٥) (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) وكانوا خمسة نفر (٢) : الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، وعدي بن قيس ، والأسود بن المطلب ، والأسود بن عبد يغوث ، سلّط الله
__________________
(١) وهذا قول الفرّاء في معاني القرآن ٢ / ٩١.
(٢) انظر : السير والمغازي لابن إسحاق ص ٢٧٣ ؛ وغرر التبيان ص ١٨٦ ؛ ومفحمات الأقران ص ١٣٠.