مُصْبِحِينَ (٦٦) وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (٦٧) قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ (٦٨) وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ (٦٩) قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ (٧٠) قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (٧١) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤)
____________________________________
مهلك (مُصْبِحِينَ) داخلين في وقت الصّبح. يريد : إنّهم مهلكون هلاك الاستئصال في ذلك الوقت.
(٦٧) (وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ) مدينة قوم لوط ، وهي سذوم (يَسْتَبْشِرُونَ) يفرحون طمعا منهم في ركوب المعاصي والفاحشة حيث أخبروا أنّ في بيت لوط مردا حسانا ، فقال لهم لوط :
(٦٨) (إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ) عندهم بقصدكم إيّاهم ، فيعلموا أنّه ليس لي عندكم قدر.
(٦٩) (وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ) مذكور في سورة هود (١).
(٧٠) (قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ) عن ضيافتهم ؛ لأنّا نريد منهم الفاحشة ، وكانوا يقصدون بفعلهم الغرباء.
(٧١) (قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) هذا الشّأن. يعني : اللّذة وقضاء الوطر.
يقول : عليكم بتزوجهنّ ، أراد أن يقي أضيافه ببناته.
(٧٢) (لَعَمْرُكَ) بحياتك يا محمد (إِنَّهُمْ) إنّ قومك (لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) في ضلالتهم يتمادون. وقيل : يعني : قوم لوط.
(٧٣) (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) صاح بهم جبريل عليهالسلام صيحة أهلكتهم (مُشْرِقِينَ) داخلين في وقت شروق الشّمس ، وذلك أنّ تمام الهلاك كان مع الإشراق. وقوله :
__________________
(١) انظر ص ٥٢٨.