وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (٢٨) فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ (٢٩) هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٣٠) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
____________________________________
(٢٧) (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ) عملوا الشّرك (جَزاءُ سَيِّئَةٍ) أي : فلهم جزاء سيئة (بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) يصيبهم ذلّ وخزي وهوان (ما لَهُمْ مِنَ اللهِ) من عذاب الله (مِنْ عاصِمٍ) من مانع يمنعهم (كَأَنَّما أُغْشِيَتْ) ألبست (وُجُوهُهُمْ قِطَعاً) طائفة (مِنَ اللَّيْلِ) وهو مظلم.
(٢٨) (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) نجمعهم جميعا : الكفّار وآلهتهم (ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ) قفوا والزموا مكانكم (أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا) فرّقنا وميّزنا (بَيْنَهُمْ) بين المشركين وبين شركائهم ، وانقطع ما كان بينهم من التّواصل في الدّنيا (وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ) وهي الأوثان : (ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ) أنكروا عبادتهم ، وقالوا : ما كنّا نشعر بأنّكم إيّانا تعبدون ، والله ينطقها بهذا.
(٢٩) (فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً ...) الآية. هذا من كلام الشّركاء. قالوا : شهد الله على علمه فينا ، ما (كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ) إلّا غافلين ؛ لأنّا كنّا جمادا لم يكن فينا روح.
(٣٠) (هُنالِكَ) في ذلك الوقت (تَبْلُوا) تختبر (كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ) جزاء ما قدّمت من خير أو شرّ (وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ) أي : الذي يملك تولّي أمرهم ويجازيهم بالحقّ (وَضَلَّ عَنْهُمْ) زال وبطل (ما كانُوا يَفْتَرُونَ) في الدّنيا من التّكذيب.
(٣١) (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) من ينزّل من السّماء المطر ، ويخرج النّبات من الأرض؟ (أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ) من جعلها وخلقها لكم؟ على معنى : من يملك خلقها (وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) المؤمن من الكافر ،