نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢٤) وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٥) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٦)
____________________________________
الحياة في الدّنيا سبب لاجتماع المال وزهرة الدّنيا ، حتى إذا كثر ذلك عند صاحبه ، [وظنّ] أنّه ممتّع به سلب ذلك عنه بموته ، أو بحادثة تهلكه (كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ) كما بيّنا هذا المثل للحياة الدّنيا كذلك يبيّن الله آيات القرآن (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) في المعاد.
(٢٥) (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) وهي الجنّة (١) ببعث الرّسول ، ونصب الأدلة (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) عمّ بالدّعوة ، وخصّ بالهداية من يشاء.
(٢٦) (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) قالوا : لا إله إلّا الله (الْحُسْنى) الجنّة (وَزِيادَةٌ) النّظر إلى وجه الله الكريم عزوجل (٢)(وَلا يَرْهَقُ) يغشى (وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ) سواد من الكآبة (وَلا ذِلَّةٌ) كما يصيب أهل جهنّم ، وهذا بعد نظرهم إلى ربّهم تبارك وتعالى.
__________________
(١) عن النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ الله ضرب مثلا صراطا مستقيما ، على كتفي الصراط سوران لهما أبواب مفتّحة ، وعلى الأبواب سور ، وداع يدعو على رأس الصراط ، وداع يدعو من فوقه (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ). فالأبواب التي على كتفي الصراط حدود الله ، لا يقع أحد في حدود الله حتى يكشف ستر الله ، والذي يدعو من فوقه واعظ الله. أخرجه الترمذي برقم ٢٨٥٩ ؛ وأحمد ٤ / ١٨٣ ؛ وابن أبي حاتم في تفسير الفاتحة رقم ٣٣ ؛ والحاكم ١ / ٧٣ ؛ وصححه ووافقه الذهبي ، وسنده حسن.
(٢) ذكره البخاري في صحيحه ، في تفسير سورة يونس. وقال ابن حجر : ولعبد بن حميد عن عكرمة قال : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا قالوا لا إله إلّا الله الْحُسْنى الجنة وَزِيادَةٌ) : النظر إلى وجه الله الكريم. وقد ورد ذلك في حديث مرفوع أخرجه مسلم والترمذي وذكره. فتح الباري ٨ / ٣٤٧. قلت : وحديث مسلم أخرجه في الإيمان برقم ١٨١ ؛ والترمذي في صفة الجنة برقم ٢٥٥٢ ؛ وكذا أخرجه ابن ماجه برقم ١٨٧ ؛ والنسائي في التفسير ١ / ٥٧٠ ؛ والحارث بن أبي أسامة في مسنده. انظر : المطالب العالية ٣ / ٣٤٢.