وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٣١) فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٣٢) كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣٤) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٥)
____________________________________
والنّبات من الأرض ، والإنسان من النّطفة ، وعلى الضدّ من ذلك (يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ) أمر الدّنيا والآخرة (فَسَيَقُولُونَ اللهُ) أي : الله الذي يفعل هذه الأشياء ، فإذا أقرّوا بعد الاحتجاج عليهم (فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) أفلا تخافون الله ، فلا تشركوا به شيئا.
(٣٢) (فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُ) أي : الذي هذا كلّه فعله هو الحقّ ، ليس هؤلاء الذين جعلتم معه شركاء (فَما ذا بَعْدَ الْحَقِ) بعد عبادة الله (إِلَّا الضَّلالُ) يعني : عبادة الشّيطان (فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) يريد : كيف تصرف عقولكم إلى عبادة ما لا يرزق ولا يحيي ولا يميت.
(٣٣) (كَذلِكَ) هكذا (حَقَّتْ) صدّقت (كَلِمَةُ رَبِّكَ) بالشّقاوة والخذلان (عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا) تمرّدوا في الكفر (أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ).
(٣٥) (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ) يعني : آلهتكم (مَنْ يَهْدِي) يرشد (إِلَى الْحَقِ) إلى دين الإسلام (قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِ) أي : إلى الحقّ (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي) أي : الله الذي يهدي ، ويرشد إلى الحقّ أهل الحقّ أحقّ أن يتّبع أمره أم الأصنام التي لا تهدي أحدا (إِلَّا أَنْ يُهْدى) يرشد ، وهي ـ وإن هديت ـ لم تهتد ، ولكنّ الكلام نزل على أنّها إن هديت اهتدت ؛ لأنّهم لمّا اتخذوها آلهة عبّر عنها كما يعبّر عمّن يعلم (فَما لَكُمْ) أيّ شيء لكم في عبادة الأوثان ، وهذا كلام تامّ (كَيْفَ تَحْكُمُونَ) يعني : كيف تقضون حين زعمتم أنّ مع الله شريكا.