قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٨) وَما كانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٩) وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٢٠) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ (٢١) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى
____________________________________
بالبعث (قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) أتخبرون الله أنّ له شريكا ، ولا يعلم الله سبحانه لنفسه شريكا في السّماوات ولا في الأرض ، ثمّ نزّه نفسه عمّا افتروه فقال : (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ).
(١٩) (وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً) يعني : من لدن عهد إبراهيم عليهالسلام إلى أن غيّر الدّين عمرو بن لحي (فَاخْتَلَفُوا) واتّخذوا الأصنام (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) بتأخير عذاب هذه الأمّة إلى القيامة (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) بنزول العذاب.
(٢٠) (وَيَقُولُونَ) يعني : أهل مكّة : (لَوْ لا) هلّا (أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) مثل العصا ، وما جاءت به الأنبياء (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ) أي : إنّ قولكم : هلّا أنزل عليه آية غيب ، وإنّما الغيب لله لا يعلم أحد لم لم يفعل ذلك (فَانْتَظِرُوا) نزول الآية (إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ).
(٢١) (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ) كفار مكّة (رَحْمَةً) مطرا وخصبا (مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ) فقر وبؤس (إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا) قول بالتّكذيب ، أي : إذا أخصبوا بطروا ، فاحتالوا لدفع آيات الله (قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً) أسرع نقمة. يعني : إنّ ما يأتيهم من العقاب أسرع في إهلاكهم ممّا أتوه من المكر في إبطال آيات الله (إِنَّ رُسُلَنا) يعني : الحفظة (يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ) للمجازاة به في الآخرة.
(٢٢) (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ) على المراكب والظّهور (وَالْبَحْرِ) على السّفن (حَتَّى