قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٣٠) اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣١) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)
____________________________________
بقوله : (وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ)(١). (قاتَلَهُمُ اللهُ) لعنهم الله (أَنَّى يُؤْفَكُونَ) كيف يصرفون عن الحقّ بعد وضوح الدّليل حتى يجعلوا لله الولد ، وهذا تعجيب للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين.
(٣١) (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ) علماءهم وعبّادهم (أَرْباباً) آلهة (مِنْ دُونِ اللهِ) حيث أطاعوهم في تحليل ما حرّم الله ، وتحريم ما أحلّ الله (٢)(وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ) اتخذوه ربّا (وَما أُمِرُوا) في التّوراة والإنجيل (إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً) وهو الذي لا إله غيره (سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) تنزيها له عن شركهم.
(٣٢) (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) يخمدوا دين الإسلام بتكذيبهم (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) إلّا أن يظهر دينه.
(٣٣) (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ) محمدا (بِالْهُدى) بالقرآن (وَدِينِ الْحَقِ) الحنيفيّة (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ليعليه على جميع الأديان.
__________________
(١) سورة الأنعام : الآية ١٠٠.
(٢) عن عديّ بن حاتم قال : أتيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم وفي عنقي صليب من ذهب ، فقال : يا عديّ ، اطرح عنك هذا الوثن ، وسمعته يقرأ : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ). قال : إنّهم لم يكونوا يعبدونهم ، ولكنّهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئا استحلّوه ، وإذا حرّموا عليهم شيئا حرّموه. أخرجه الترمذي في التفسير برقم ٣٠٩٤ ؛ وقال : حديث غريب ، وابن جرير ١٠ / ١١٥.