بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٨) قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ (٢٩) وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ
____________________________________
الحرم ، فالحرم حرام على المشركين (بَعْدَ عامِهِمْ هذا) يعني : عام الفتح ، فلمّا منعوا من دخول الحرم قال المسلمون : إنّهم كانوا يأتون بالميرة ، فالآن تنقطع عنا المتاجر ، فأنزل الله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) فقرا (فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) فأسلم أهل جدّة وصنعاء وجرش ، وحملوا الطّعام إلى مكّة ، وكفاهم الله ما كانوا يتخوّفون (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) بما يصلحكم (حَكِيمٌ) فيما حكم في المشركين ، ثمّ نزل في جهاد أهل الكتاب من اليهود والنّصارى قوله :
(٢٩) (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) يعني : كإيمان الموحّدين ، وإيمانهم غير إيمان إذا لم يؤمنوا بمحمد (وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ) يعني : الخمر والميسر (وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ) لا يتدينون بدين الإسلام (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ) وهي ما يعطي المعاهد على عهده (عَنْ يَدٍ) يعطونها بأيديهم ، يمشون بها كارهين ، ولا يجيئون بها ركبانا ، ولا يرسلون بها (وَهُمْ صاغِرُونَ) ذليلون مقهورون يجرّون إلى الموضع الذي تقبض منهم فيه بالعنف ، حتى يؤدّوها من يدهم.
(٣٠) (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ) ليس فيه برهان ولا بيان ، إنّما هو قول بالفم فقط (يُضاهِؤُنَ) يتشبّهون بقول المشركين حين قالوا : الملائكة بنات الله ، وقد أخبر الله عنهم