وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٢٤) لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (٢٥) ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (٢٦) ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ
____________________________________
فيسقط فرض الهجرة ، وهذا أمر تهديد (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) تهديد لهؤلاء بحرمان الهداية.
(٢٥) (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ) وهو واد بين مكّة والطّائف ، قاتل عليه نبيّ الله عليهالسلام هوازن وثقيفا (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) وذلك أنّهم قالوا : لن نغلب اليوم من قلّة ، وكانوا اثني عشر ألفا (١)(فَلَمْ تُغْنِ) لم تدفع عنكم شيئا (وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) لشدّة ما لحقكم من الخوف ضاقت عليكم الأرض على سعتها ، فلم تجدوا فيها موضعا يصلح لقراركم (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) انهزمتم. أعلمهم الله تعالى أنّهم ليسوا يغلبون بكثرتهم ، إنّما يغلبون بنصر الله.
(٢٦) (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ) وهو ما يسكن إليه القلب من لطف الله ورحمته (عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها) يريد : الملائكة (وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بأسيافكم ورماحكم (وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ).
(٢٧) (ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ) فيهديهم إلى الإسلام ، من الكفّار (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) بمن آمن.
(٢٨) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) لا يغتسلون من جنابة ، ولا يتوضئون من حدث (فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) أي : لا يدخلوا الحرم. منعوا من دخول
__________________
(١) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٥ / ١٢٣ ؛ وأحمد في المسند ١ / ٢٩٤.