وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٣) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ
____________________________________
المشركين واليهود ، ثمّ نسخ (١) هذا بقوله : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ)(٢).
(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) ثق به (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) لقولكم (الْعَلِيمُ) بما في قلوبكم.
(٦٢) (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ) بالصّلح لتكفّ عنهم (فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ) أي : فالذي يتولّى كفايتك الله (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ) قوّاك (بِنَصْرِهِ) يوم بدر (وَبِالْمُؤْمِنِينَ) يعني : الأنصار.
(٦٣) (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) بين قلوب الأوس والخزرج ، وهم الأنصار (لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) للعداوة التي كانت بينهم ، (وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) لأنّ قلوبهم بيده يؤلّفها كيف يشاء (إِنَّهُ عَزِيزٌ) لا يمتنع عليه شيء (حَكِيمٌ) عليم بما يفعله.
(٦٤) (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ ...) الآية. أسلم مع النبيّ صلىاللهعليهوسلم ثلاثة وثلاثون رجلا ، وستّ نسوة ، ثمّ أسلم عمر رضي الله عنه ، فنزلت هذه الآية (٣) ، والمعنى : يكفيك الله ، ويكفي من اتّبعك من المؤمنين.
(٦٥) (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ) حضّهم على نصر دين الله (إِنْ يَكُنْ
__________________
(١) القول بأنها منسوخة أخرجه النحاس في ناسخه ص ١٨٨ عن ابن عباس ؛ وابن جرير ١٠ / ٣٤ عن قتادة والحسن. ثم قال الطبري : فأمّا ما قاله قتادة ومن قال مثل قوله من أنّ هذه الآية منسوخة ، فقول لا دلالة عليه من كتاب ولا سنة ، ولا فطرت ولا عقل. وانظر : الإيضاح المكي ص ٣٠٠.
(٢) سورة التوبة : الآية ٢٩.
(٣) ذكره المؤلف في الأسباب ص ٢٧٣ عن ابن عباس ؛ والسيوطي في لباب النقول ص ١١٣ وقال : أخرجه البزار بسند ضعيف.