وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (٥٩) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (٦٠) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها
____________________________________
(٥٩) ولا تحسبنّ (١) الذين كفروا سبقوا وذلك أنّ من أفلت من حرب بدر من الكفّار خافوا أن ينزل بهم هلكة في الوقت ، فلمّا لم ينزل طغوا وبغوا ، فقال الله : لا تحسبنّهم سبقونا بسلامتهم الآن ف (إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) نا ولا يفوتوننا فيما يستقبلون من الأوقات.
(٦٠) (وَأَعِدُّوا لَهُمْ) أي : خذوا العدّة لعدوّكم (مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) ممّا تتقوون به على حربهم ، من السّلاح والقسي وغيرهما (٢)(وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ) ممّا يرتبط من الفرس في سبيل الله (تُرْهِبُونَ بِهِ) تخوّفون به بما استطعتم (عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ) مشركي مكّة وكفّار العرب (وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ) وهم المنافقون (لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ) لأنّهم معكم يقولون : لا إله إلّا الله ، ويغزون معكم ، والمنافق يريبه عدد المسلمين (وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ) من آلة ، وسلاح ، وصفراء ، وبيضاء (فِي سَبِيلِ اللهِ) طاعة الله (يُوَفَّ إِلَيْكُمْ) يخلف لكم في العاجل ، ويوفّر لكم أجره في الآخرة (وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) لا تنقصون من الثّواب.
(٦١) (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ) مالوا إلى الصّلح (فَاجْنَحْ لَها) فمل إليها. يعني :
__________________
(١) قرأ «تحسبنّ» بفتح التاء وكسر السين : نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، والكسائي ، ويعقوب ، وخلف.
(٢) عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو على المنبر يقول : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) ألا إنّ القوة الرّمي ، ألا إنّ القوة الرّمي ، ألا إنّ القوة الرمي. أخرجه مسلم في الإمارة ، باب فضل الرمي ، برقم ١٩١٧ ؛ وأبو داود في الجهاد برقم ٢٥١٤ ؛ والترمذي في التفسير برقم ٣٠٨٣.