سورة الأنفال
[مدنية سبعون وخمس آيات](١)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
____________________________________
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(١) (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) الغنائم ، لمن هي؟ نزلت حين اختلفوا في غنائم بدر ، فقال الشّبان : هي لنا ؛ لأنّا باشرنا الحرب ، وقالت الأشياخ : كنّا ردءا لكم ؛ لأنّا وقفنا في المصافّ مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولو انهزمتهم لانحزتم إلينا ، فلا تذهبوا بالغنائم دوننا ، فأنزل الله تعالى (٢) : (قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) يضعها حيث يشاء من غير مشاركة فيها ، فقسمها بينهم على السّواء (فَاتَّقُوا اللهَ) بطاعته واجتناب معاصيه (وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) حقيقة وصلكم ، أي : لا تخالفوا (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) سلّموا لهما في الأنفال ؛ فإنّهما يحكمان فيها ما أرادا (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ، ثمّ وصف المؤمنين فقال :
(٢) (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) أي : المؤمن الذي إذا خوّف
__________________
(١) زيادة من ظا.
(٢) الحديث أخرجه الحاكم ٢ / ٣٢٦ ، وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي ؛ وأبو داود برقم ٢٧٣٧ والنسائي في تفسيره ١ / ٥١٥ ؛ وابن حبان في صحيحه برقم ١٧٤٣ ؛ والبيهقي في السنن ٦ / ٢٩١.