هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٠٣) وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (٢٠٥) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)
____________________________________
بالآيات من قبل نفسي. (هذا) أي : هذا القرآن الذي أتيت به (بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ) حجج ودلائل تعود إلى الحقّ.
(٢٠٤) (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الآية نزلت في تحريم الكلام في الصّلاة (١) ، وكانوا يتكلّمون في الصّلاة في بدء الأمر. وقيل : نزلت في ترك الجهر بالقراءة وراء الإمام. وقيل : نزلت في السّكوت للخطبة ، وقوله : (وَأَنْصِتُوا) أي : عمّا يحرم من الكلام في الصّلاة ، أو عن رفع الصّوت خلف الإمام ، أو اسكتوا لاستماع الخطبة.
(٢٠٥) (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ) يعني : القراءة في الصّلاة (تَضَرُّعاً وَخِيفَةً) استكانة لي وخوفا من عذابي (وَدُونَ الْجَهْرِ) دون الرّفع (مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) بالبكر والعشيّات. أمر أن يقرأ في نفسه في صلاة الإسرار ، ودون الجهر فيما يرفع به الصّوت (وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ) الذين لا يقرءون في صلاتهم.
(٢٠٦) (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) يعني : الملائكة ، وهم بالقرب من رحمة الله (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ) أي : هم مع منزلتهم ودرجتهم يعبدون الله. كأنّه قيل : من هو أكبر منك أيّها الإنسان لا يستكبر عن عبادة الله (وَيُسَبِّحُونَهُ) ينزّهونه عن السّوء (وَلَهُ يَسْجُدُونَ).
* * *
__________________
(١) أخرجه ابن جرير ٩ / ١٦٢ عن أبي هريرة. وانظر : أسباب النزول ص ٢٦٤ ؛ والدر المنثور ٣ / ٦٣٦.