وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (١٩٩) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١) وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (٢٠٢) وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي
____________________________________
أن يعفو عمّن ظلمه ، ويصل من قطعه (١)(وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) المعروف الذي يعرف حسنه كلّ أحد. (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) لا تقابل السّفيه بسفهه ، فلمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كيف يا ربّ والغضب (٢)؟ فنزل :
(٢٠٠) (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ) يعرض لك من الشيطان عارض ، ونالك منه أدنى وسوسة (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) اطلب النّجاة من تلك البليّة بالله (إِنَّهُ سَمِيعٌ) لدعائك (عَلِيمٌ) عالم بما عرض لك.
(٢٠١) (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا) يعني : المؤمنين (إِذا مَسَّهُمْ) أصابهم طيف (٣) من الشيطان عارض من وسوسته (تَذَكَّرُوا) استعاذوا بالله (فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) مواقع خطئهم ، فينزعون من مخالفة الله.
(٢٠٢) (وَإِخْوانُهُمْ) يعني : الكفّار ، وهم إخوان الشّياطين (يَمُدُّونَهُمْ) أي : الشّياطين يطوّلون لهم الإغواء والضّلالة (ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) عن الضلالة ولا يبصرونها ، كما أقصر المتّقي عنها حين أبصرها.
(٢٠٣) (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ) يعني : أهل مكّة (بِآيَةٍ) سألوكها (قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) اختلقتها وأنشأتها من قبل نفسك (قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي) أي : لست آتي
__________________
(١) ورد هذا في حديث مرسل. أخرجه ابن جرير الطبري ٩ / ١٥٥.
(٢) وهذا قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، كما أخرجه عنه ابن جرير ٩ / ١٥٧. قلت : وعبد الرحمن ضعيف.
(٣) وهي قراءة : ابن كثير ، وأبي عمرو ، والكسائي ، ويعقوب. الإتحاف ٢ / ٧٣.