وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ (١٩٣) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٩٤) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (١٩٥) إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (١٩٦) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٧) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (١٩٨) خُذِ الْعَفْوَ
____________________________________
(١٩٣) (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ) يعني : المشركين (إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ ...) الآية.
(١٩٤) (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) يعني : الأصنام (عِبادٌ) مملوكون مخلوقون (أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ) فاعبدوهم هل يثيبونكم أو يجازونكم!؟ (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أنّ لكم عند الأصنام منفعة ، أو ثوابا ، أو شفاعة ، ثمّ بيّن فضل الآدميّ عليهم فقال :
(١٩٥) (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها) مشي بني آدم (أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها) يتناولون بها مثل بطش بني آدم (أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) الذين تعبدون من دون الله (ثُمَّ كِيدُونِ) أنتم وشركاؤكم (فَلا تُنْظِرُونِ) لا تمهلون واعجلوا في كيدي.
(١٩٦) (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ) الذي يتولّى حفظي ونصري (الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ) القرآن (وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) الذين لا يعدلون بالله شيئا. وقوله :
(١٩٨) (وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ) تحسبهم يرونك (وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) وذلك لأنّ لها أعينا مصنوعة مركّبة بالجواهر ، حتى يحسب الإنسان أنّها تنظر إليه.
(١٩٩) (خُذِ الْعَفْوَ) اقبل الميسور من أخلاق النّاس (١) ، ولا تستقص عليهم. وقيل : هو
__________________
(١) عن عبد الله بن الزبير في الآية قال : أمر الله نبيّه صلىاللهعليهوسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس. أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٣٠٥ ؛ والنسائي في تفسيره ١ / ٥١٢.