آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١١٤) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١١٥) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (١١٦) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١١٧) فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ (١١٨) وَما لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ
____________________________________
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) من اليهود والنّصارى (يَعْلَمُونَ) أنّ القرآن (مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) من الشّاكين أنّهم يعلمون ذلك.
(١١٥) وتمت كلمات ربك (١) أقضيته وعداته لأوليائه في أعدائه (صِدْقاً) فيما وعد (وَعَدْلاً) فيما حكم. والمعنى : صادقة عادلة (لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) لا مغيّر لحكمه ، ولا خلف لوعده (وَهُوَ السَّمِيعُ) لتضرّع أوليائه ، ولقول أعدائه (الْعَلِيمُ) بما في قلوب الفريقين.
(١١٦) (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ) يعني : المشركين (يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) دين الله الذي رضيه لك ، وذلك أنّهم جادلوه ، في أكل الميتة ، وقالوا : أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل ربّكم؟ (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) في تحليل الميتة (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) يكذبون في تحليل ما حرّمه الله.
(١١٨) (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) أي : ممّا ذكّي على اسم الله (إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ) تأكيد لاستحلال ما أباحه الشّرع ثمّ أبلغ في إباحة ما ذبح على اسم الله بقوله :
(١١٩) (وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) عند الذّبح (وَقَدْ فَصَّلَ) بيّن (لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) في قوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ...)(٢) الآية. (أَلَّا
__________________
(١) قرأ «كلمات» بالجمع نافع ، وابن كثير ، وابن عامر ، وأبو عمرو ، وأبو جعفر ، والباقون «كلمة» بالإفراد. الإتحاف ص ٢١٦.
(٢) انظر ص ٣٠٨