مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (١١٩) وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ (١٢٠) وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١) أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا
____________________________________
مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) دعتكم الضّرورة إلى أكله ممّا لا يحلّ عند الاختيار (وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ) أي : الذين يحلّون الميتة ، ويناظرونكم في إحلالها ضلّوا باتّباع أهوائهم (بِغَيْرِ عِلْمٍ) إنّما يتّبعون فيه الهوى ، ولا بصيرة عندهم ولا علم (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ) المتجاوزين الحلال إلى الحرام.
(١٢٠) (وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ) سرّه وعلانيته ، ثمّ أوعد بالجزاء فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ).
(١٢١) (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) ممّا لم يذكّ ومات (وَإِنَّهُ) وإنّ أكله (لَفِسْقٌ) خروج عن الحقّ (وَإِنَّ الشَّياطِينَ) يعني : إبليس وجنوده وسوسوا (إِلى أَوْلِيائِهِمْ) من المشركين ليخاصموا محمدا وأصحابه في أكل الميتة (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ) في استحلال الميتة (إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) لأنّ من أحلّ شيئا ممّا حرّمه الله فهو مشرك.
(١٢٢) (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ) ضالّا كافرا فهديناه (وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً) دينا وإيمانا (يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) مع المسلمين مستضيئا بما قذف الله في قلبه من نور الحكمة والإيمان (كَمَنْ مَثَلُهُ) كمن هو (فِي الظُّلُماتِ) في ظلمات الكفر والضّلالة (لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها) ليس بمؤمن أبدا. نزلت في أبي جهل وحمزة بن عبد المطلب (١)(كَذلِكَ) كما زيّن للمؤمنين الإيمان (زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا
__________________
(١) ذكره المؤلف في الأسباب ص ٢٥٧ ؛ وأخرج ابن جرير ٨ / ٢٢ ، عن الضحاك أنّها نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل بن هشام.