وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٩٦) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٩٧) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (٩٨) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ
____________________________________
ومبديه وجاعل الليل سكنا (١) للخلق يسكنون فيه سكون الرّاحة (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) وجعل الشّمس والقمر بحسبان لا يجاوزانه فيما يدوران في حساب (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ) في ملكه يصنع ما أراد (الْعَلِيمِ) بما قدّر من خلقهما.
(٩٨) (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) يعني : آدم (فَمُسْتَقَرٌّ) أي : فلكم مستقرّ في الأرحام (وَمُسْتَوْدَعٌ) في الأصلاب.
(٩٩) (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) يعني : المطر (فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ) ينبت (فَأَخْرَجْنا) من ذلك النّبات (خَضِراً) أخضر ، كالقمح ، والشّعير ، والذّرة ، وما كان رطبا أخضر مما ينبت من الحبوب (نُخْرِجُ مِنْهُ) من الخضر (حَبًّا مُتَراكِباً) بعضه على بعض في سنبلة واحدة (وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها) أوّل ما يطلع منها (قِنْوانٌ) يعني : العراجين التي قد تدلّت من الطّلع (دانِيَةٌ) ممّن يجتنيها. يعني : قصار النّخل اللّاحقة عذوقها بالأرض (وَجَنَّاتٍ) أي : وأخرجنا بالماء جنّات (مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ) وشجر الزّيتون (وَالرُّمَّانَ) وشجر الرّمان (مُشْتَبِهاً) [في اللون. يعني : الرّماني](٢)(وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) [في الطّعم. أي : مختلفة في
__________________
(١) قرأ «جاعل» جميع القراء إلّا عاصما وحمزة والكسائي وخلف ، فقرءوا : «جعل». الإتحاف ص ٢١٤.
(٢) زيادة من ظ.