انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٩٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ (١٠٠) بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٠١) ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٠٢) لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٠٣)
____________________________________
الطّعم. وقيل :](١) مشتبها ورقها ، مختلفا ثمرها (انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ) نظر الاستدلال والعبرة أوّل ما يعقد (وَيَنْعِهِ) نضجه (إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) يصدّقون أنّ الذي أخرج هذا النّبات قادر على أن يحيي الموتى.
(١٠٠) (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ) أطاعوا الشّياطين في عبادة الأوثان ، فجعلوهم شركاء لله (وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ) افتعلوا ذلك كذبا وكفرا. يعني : الذين قالوا : الملائكة بنات الله ، واليهود والنّصارى حين دعوا لله ولدا (بِغَيْرِ عِلْمٍ) لم يذكروه عن علم ، إنّما ذكروه تكذّبا. وقوله :
(١٠١) (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ) أي : من أين يكون له ولد؟ ولا يكون الولد إلّا من صاحبة ، ولا صاحبة له (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) أي : وهو خالق كلّ شيء.
(١٠٣) (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) في الدّنيا ؛ لأنّه وعد في القيامة الرّؤية بقوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ...)(٢) الآية. والمطلق يحمل على المقيد. وقيل : لا يحيط بكنهه وحقيقته الأبصار وهي تراه ، فالأبصار ترى الباري ولا تحيط به (وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) يراها ويحيط بها علما ، لا كالمخلوقين الذين لا يدركون حقيقة البصر ، وما الشّيء الذي صار به الإنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما (وَهُوَ اللَّطِيفُ) الرّفيق بأوليائه (الْخَبِيرُ) بهم.
__________________
(١) زيادة من ظ.
(٢) سورة القيامة : الآية ٢٢ ، ٢٣.