بِالشَّاكِرِينَ (٥٣) وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٤) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (٥٥) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (٥٦) قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ
____________________________________
بِالشَّاكِرِينَ) أي : إنّما يهدي إلى دينه من يعلم أنّه يشكر.
(٥٤) (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا) يعني : الصّحابة وهؤلاء الفقراء (فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) [سلّم عليهم](١) بتحيّة المسلمين (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) أوجب الله لكم الرّحمة إيجابا مؤكّدا (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ) يريد : إنّ ذنوبكم جهل ليس بكفر ولا جحود ، لأنّ العاصي جاهل بمقدار العذاب في معصيته (ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ) رجع عن ذنبه (وَأَصْلَحَ) عمله (فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
(٥٥) (وَكَذلِكَ) وكما بيّنا لك في هذه السّورة دلائلنا على المشركين (نُفَصِّلُ) نبيّن لك حجّتنا وأدلتنا ، ليظهر الحقّ ولتعرف يا محمد سبيل المجرمين في شركهم بالله في الدّنيا ، وما يصيرون إليه من الخزي يوم القيامة بإخباري إيّاك.
(٥٦) (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) الأصنام التي يعبدونها من دون الله (قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ) أي : إنّما عبدتموها على طريق الهوى لا على طريق البرهان ، فلا أتّبعكم على هواكم (قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً) إن أنا فعلت ذلك (وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) الذين سلكوا سبيل الهدى.
(٥٧) (قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ) يقين وأمر بيّن (مِنْ رَبِّي) لا متّبع لهوى (وَكَذَّبْتُمْ بِهِ) أي : بربّي (ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) يعني : العذاب أو الآيات التي اقترحتموها ، ثمّ
__________________
(١) زيادة من عا.