إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ (٥٧) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (٥٨) وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٥٩)
____________________________________
أعلم أنّ ذلك عنده ، فقال : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَ) أي : يقول [القصص](١) الحقّ. ومن قرأ (٢) : يقضي الحق فمعناه : يقضي القضاء الحق (وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ) الذين يفصلون بين الحقّ والباطل.
(٥٨) (قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) من العذاب لعجّلت لكم ، ولا نفصل ما بيني وبينكم بتعجيل العقوبة ، وهو معنى قوله : (لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ) هو أعلم بوقت عقوبتهم ، فهو يؤخّرهم إلى وقته ، وأنا لا أعلم ذلك. قوله :
(٥٩) (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) خزائن (٣) ما غاب عن بني آدم من الرّزق ، والمطر ، ونزول العذاب ، والثّواب ، والعقاب (لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ) القفار (وَالْبَحْرِ) كلّ قرية فيها ماء ؛ لا يحدث فيهما شيء إلّا بعلم الله (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها) ساقطة ، وقبل أن سقطت (وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ) في الثرى تحت الأرض (وَلا رَطْبٍ) وهو ما ينبت (وَلا يابِسٍ) وهو ما لا ينبت (إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) أثبت الله ذلك كلّه في كتاب قبل أن يخلق الخلق.
__________________
(١) زيادة من ظ.
(٢) وهم ابن عامر ، وأبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، ويعقوب. الإتحاف ص ٢٠٩.
(٣) في الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «مفاتح الغيب خمس (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ ، وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً ، وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). أخرجه البخاري في التفسير. فتح الباري ٨ / ٢٩١ ؛ ومسلم برقم ١٠ ؛ وأحمد ٢ / ٥٢.