قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (٥٠) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٥١) وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (٥٢) وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ
____________________________________
عليّ (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) الكافر والمؤمن (أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) أنّهما لا يستويان.
(٥١) (وَأَنْذِرْ بِهِ) خوّف بالقرآن (الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ) يريد : المؤمنين ، يخافون يوم القيامة ، وما فيها من الأهوال (لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ) يعني : إنّ الشفاعة إنّما تكون بإذنه ، ولا شفيع ولا ناصر لأحد في القيامة إلّا بإذن الله (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) كي يخافوا في الآخرة وينتهوا عمّا نهيتهم.
(٥٢) (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ...) الآية. نزلت في فقراء المؤمنين (١) لمّا قال رؤساء الكفّار للنبيّ صلىاللهعليهوسلم : نحّ هؤلاء عنك لنجالسك ونؤمن بك. ومعنى : (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ) يعبدون الله بالصّلوات المكتوبة. (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) يطلبون ثواب الله (ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ) من رزقهم (مِنْ شَيْءٍ) فتملّهم وتطردهم (وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ) أي : ليس رزقك عليهم ، ولا رزقهم عليك ، وإنّما يرزقك وإيّاهم الله الرّازق ، فدعهم يدنوا منك ولا تطردهم (فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) لهم بطردهم.
(٥٣) (وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) ابتلينا الغنيّ بالفقير ، والشّريف بالوضيع (لِيَقُولُوا) يعني : الرّؤساء (أَهؤُلاءِ) الفقراء والضّعفاء (مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا) أنكروا أن يكونوا سبقوهم بفضيلة ، أو خصّوا بنعمة ، فقال الله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ
__________________
(١) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة برقم ٢٤١٣ ؛ والنسائي في تفسيره ١ / ٤٧٠ ؛ والحاكم ٣ / ٣١٩ ؛ وابن ماجه برقم ٤١٢٨.