أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ
____________________________________
محمدا عليهالسلام. قل : (أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى) استفهام معناه الجحد والإنكار (قُلْ لا أَشْهَدُ ...) الآية.
(٢٠) (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) مفسّرة في سورة البقرة (١).
(٢١) (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) أي : لا أحد أظلم ممّن اختلق على الله كذبا. يعني : الذين ذكرهم في قوله : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً ...)(٢) الآية. (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) بالقرآن وبمحمد عليهالسلام (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) لا يسعد من جحد ربوبيّة ربّه ، وكذّب رسله ، وهم الذين ظلموا أنفسهم بإهلاكها بالعذاب.
(٢٢) (وَيَوْمَ) واذكر يوم (نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ) أصنامكم وآلهتكم (الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) أنّها تشفع لكم ، وهذا سؤال توبيخ.
(٢٣) (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) أي : لم تكن عاقبة افتتانهم بالأوثان وحبّهم لها (إِلَّا أَنْ) تبرّءوا منها ف (قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ).
(٢٤) (انْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) بجحد شركهم في الآخرة (وَضَلَ) وكيف ضلّ ذلك : زال وبطل (عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) بعبادته من الأصنام.
(٢٥) (وَمِنْهُمْ) ومن الكفّار (مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) إذا قرأت القرآن (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ
__________________
(١) انظر ص ١٣٧.
(٢) الآية : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها) [الأعراف : ٢٨].