قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١٨) قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ
____________________________________
(١٤) (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) خالقهما ابتداء (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ) يرزق ولا يرزق.
(١٦) (مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ) أي : العذاب (يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (فَقَدْ رَحِمَهُ) فقد أوجب الله له الرّحمة لا محالة.
(١٧) (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ ...) الآية. أي : إن جعل الضّرّ وهو المرض والفقر يمسّك.
(١٨) (وَهُوَ الْقاهِرُ) القادر الذي لا يعجزه شيء (فَوْقَ عِبادِهِ) أي : إنّ قهره قد استعلى عليهم ، فهم تحت التّسخير.
(١٩) (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) قال أهل مكة للنبيّ صلىاللهعليهوسلم : ائتنا بمن يشهد لك بالنّبوّة ، فإنّ أهل الكتاب ينكرونك ، فنزلت هذه الآية. أمر الله تعالى محمدا عليهالسلام أن يسألهم ، ثمّ أمر أن يخبرهم (١) فيقول : (اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) أي : الله الذي اعترفتم بأنّه خالق السّماوات والأرض ، والظّلمات والنّور يشهد لي بالنّبوّة بإقامة البراهين ، وإنزال القرآن عليّ. (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ) المعجز بلفظه ونظمه وأخباره ، عمّا كان ويكون (لِأُنْذِرَكُمْ) لأخوّفكم (بِهِ) عقاب الله على الكفر (وَمَنْ بَلَغَ) يعني : ومن بلغه القرآن من بعدكم ، فكلّ من بلغه القرآن فكأنّما رأى
__________________
(١) وهذا قول مجاهد أخرجه ابن جرير ٧ / ١٦٢.