وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً (١٢٧) وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١٢٨) وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ
____________________________________
وليها عن نكاحها ، ولا ينكحها فيعضلها طمعا في ميراثها ، فنهي عن ذلك (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ) أي : يفتيكم في الصّغار من الغلمان والجواري أن تعطوهنّ حقهنّ (وَأَنْ تَقُومُوا) أي : وفي أن تقوموا (لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ) أي : بالعدل في مهورهنّ ومواريثهنّ (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ) من حسن فيما أمرتكم به (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً) يجازيكم عليه.
(١٢٨) (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ) علمت (مِنْ بَعْلِها) زوجها (نُشُوزاً) ترفّعا عليها لبغضها ، وهو أن يترك مجامعتها (أَوْ إِعْراضاً) بوجهه عنها فلا جناح عليهما أن يصالحا (١) بينهما صلحا في القسمة والنّفقة ، وهي أن ترضى هي بدون حقّها ، أو تترك من مهرها شيئا ليسوّي الزّوج بينها وبين ضرّتها في القسمة ، وهذا إذا رضيت بذلك لكراهة فراق زوجها ، ولا تجبر على هذا لأنّها إن لم ترض بدون حقّها كان الواجب على الزّوج أن يوفيها حقّها من النّفقة والمبيت (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) من النّشوز والإعراض. أي : إن يتصالحا على شيء خير من أن يقيما على النّشوز والكراهة بينهما (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ) أي : شحّت المرأة بنصيبها من زوجها ، وشحّ الرّجل على المرأة بنفسه إذا كان غيرها أحبّ إليه منها (وَإِنْ تُحْسِنُوا) العشرة والصّحبة (وَتَتَّقُوا) الجور والميل (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) لا يضيع عنده شيء.
(١٢٩) (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) لن تقدروا على التّسوية بينهنّ
__________________
(١) قرأ «يصلحا» : عاصم وحمزة والكسائي وخلف ، وقرأ الباقون : «يصّالحا» ؛ الإتحاف ١ / ٥٢١.