فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (١٢٩) وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكانَ اللهُ واسِعاً حَكِيماً (١٣٠) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيداً (١٣١) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً (١٣٣) مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً (١٣٤)
____________________________________
في المحبّة ولو اجتهدتم (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) إلى التي تحبّون في النّفقة والقسمة (فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ) فتدعوا الأخرى كأنّها معلّقة لا أيّما ولا ذات بعل (وَإِنْ تُصْلِحُوا) بالعدل في القسم (وَتَتَّقُوا) الجور (فَإِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) لما ملت إلى التي تحبّها بقلبك ، ولمّا ذكر جواز الصّلح بينهما إن أحبّا أن يجتمعا ذكر بعده الافتراق ، فقال :
(١٣٠) (وَإِنْ يَتَفَرَّقا) أي : إن أبت المرأة الكبيرة الصّلح ، وأبت إلّا التّسوية بينها وبين الشّابّة فتفرّقا بالطّلاق ، فقد وعد الله لهما أن يغني كلّ واحد منهما عن صاحبه بعد الطّلاق من فضله الواسع بقوله : (يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكانَ اللهُ واسِعاً) لجميع خلقه في الرّزق والفضل (حَكِيماً) فيما حكم ووعظ.
(١٣٣) (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ) يعني : المشركين والمنافقين (وَيَأْتِ بِآخَرِينَ) أمثل وأطوع لله منكم.
(١٣٤) (مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا) أي : متاعها (فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) أي : خير الدّنيا والآخرة عنده ، فليطلب ذلك منه ، وهذا تعريض بالكفّار الذين كانوا لا يؤمنون بالبعث ، وكانوا يقولون : ربنا آتنا في الدنيا ، وما لهم في الآخرة من خلاق.