إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً (٦٢) أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (٦٣) وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً (٦٤) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (٦٥) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ
____________________________________
وصدّوا عنك ، ثمّ جاءوك يحلفون ، وذلك أنّ المنافقين أتوا النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وحلفوا أنّهم ما أرادوا بالعدول عنه في المحاكمة إلّا توفيقا بين الخصوم ، أي : جمعا وتأليفا ، وإحسانا بالتّقريب في الحكم دون الحمل على مرّ الحقّ ، وكلّ ذلك كذب منهم ؛ لأنّ الله تعالى قال :
(٦٣) (أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ) أي : من الشّرك والنّفاق (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) أي : اصفح عنهم (وَعِظْهُمْ) بلسانك (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) أي : خوّفهم بالله ، وازجرهم عمّا هم عليه بأبلغ الزّجر كيلا يستسرّوا الكفر.
(٦٤) (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ) فيما يأمر به ويحكم ، لا ليعصى ويطلب الحكم من غيره ، وقوله : (بِإِذْنِ اللهِ) أي : لأنّ الله أذن في ذلك ، وأمر بطاعته (وَلَوْ أَنَّهُمْ) أي : المنافقين (إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بالتّحاكم إلى الكفّار (جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ) فزعوا وتابوا إلى الله ، وقوله :
(٦٥) (فَلا) أي : ليس الأمر كما يزعمون أنّهم آمنوا وهم يخالفون حكمك (وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) حقيقة الإيمان (حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ) اختلف واختلط (بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً) ضيقا وشكّا (مِمَّا قَضَيْتَ) أي : أوجبت (وَيُسَلِّمُوا) الأمر إلى الله وإلى رسوله من غير معارضة بشيء.
(٦٦) (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ) أي : على هؤلاء المنافقين [من اليهود](١)(أَنِ اقْتُلُوا
__________________
(١) زيادة من ظا.