أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (٦٦) وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (٦٧) وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٦٨) وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (٦٩) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ
____________________________________
أَنْفُسَكُمْ) كما كتبنا ذلك على بني إسرائيل (أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ) كما كتبنا على المهاجرين (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) للمشقّة فيه مع أنّه كان ينبغي أن يفعلوه (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ) ما يؤمرون به من أحكام القرآن (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) في معاشهم وفي ثوابهم (وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) منهم لأنفسهم في الدّين ، وتصديقا بأمر الله.
(٦٧) (وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا) أي : ممّا لا يقدر عليه غيرنا (أَجْراً عَظِيماً) أي : الجنّة.
(٦٨) (وَلَهَدَيْناهُمْ) أرشدناهم (صِراطاً مُسْتَقِيماً) [إلى دين مستقيم](١) وهو دين الحنيفيّة لا دين اليهوديّة.
(٦٩) (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ ...) الآية. قال المسلمون للنبيّ صلىاللهعليهوسلم : ما لنا منك إلّا الدّنيا ، فإذا كانت الآخرة رفعت في الأعلى ، فحزن وحزنوا ، فنزلت (٢)(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ) في الفرائض (وَالرَّسُولَ) في السّنن (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) أي : إنّه يستمتع برؤيتهم وزيارتهم ، فلا يتوهمنّ أنّه لا يراهم (وَالصِّدِّيقِينَ) أفاضل أصحاب الأنبياء (وَالشُّهَداءِ) القتلى في سبيل الله (وَالصَّالِحِينَ) أي : أهل الجنّة من سائر المسلمين (وَحَسُنَ أُولئِكَ) الأنبياء وهؤلاء (رَفِيقاً) أي : أصحابا ورفقاء.
(٧٠) (ذلِكَ) أي : ذلك الثّواب ، وهو الكون مع النّبيّين (الْفَضْلُ مِنَ اللهِ) تفضّل به
__________________
(١) زيادة من عا.
(٢) أخرجه ابن جرير عن مسروق وقتادة والسدي. تفسير الطبري ٥ / ١٦٣ ـ ١٦٤ ، وأسباب النزول ص ١٩٦ ولباب النقول ص ٧٤.