هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (٥١) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (٥٢) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (٥٣) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (٥٤) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (٥٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا
____________________________________
يعني : قريشا (هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) ، وقوله :
(٥٣) (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ) أي : بل ألهم نصيب من الملك؟ يعني : ليس لليهود ملك ، ولو كان إذا لهم لم يؤتوا أحدا شيئا ، وهو قوله : (فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) أي : لضنّوا بالقليل. وصفهم الله بالبخل في هذه الآية ، والنّقير يضرب مثلا للشّيء القليل ، وهو نقرة في ظهر النّواة [منها] تنبت النّخلة.
(٥٤) (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ) يعني : محمّدا عليهالسلام (عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) حسدت اليهود محمّدا عليهالسلام على ما آتاه الله من النّبوّة ، وما أباح له من النّساء ، وقالوا : لو كان نبيّا لشغله أمر بالنّبوّة عن النّساء ، فقال الله تعالى : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) يعني : النّبوّة (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) يعني : ملك داود وسليمان عليهماالسلام ، وما أوتوا من النّساء ، فكان لداود تسع وتسعون ، ولسليمان ألف من بين حرّة ومملوكة ، والمعنى : أيحسدون النّبيّ عليهالسلام على النّبوّة وكثرة النّساء وقد كان ذلك في آله ؛ لأنّه من آل إبراهيم عليهالسلام.
(٥٥) (فَمِنْهُمْ) من أهل الكتاب (مَنْ آمَنَ بِهِ) بمحمّد عليهالسلام (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) أعرض عنه فلم يؤمن (وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) عذابا لمن لا يؤمن. وقوله :
(٥٦) (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) يعني : أنّ جلودهم إذا نضجت واحترقت جدّدت ، بأن تردّ إلى الحال التي كانت عليها غير محترقة (لِيَذُوقُوا