وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً (٣٩) إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (٤٠) فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (٤١) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً (٤٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى
____________________________________
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً) لا يثيبهم بما ينفقون رئاء النّاس.
(٤٠) (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ) لا ينقص أحدا (مِثْقالَ) [مقدار](١)(ذَرَّةٍ) إن كان مؤمنا أثابه عليها الرّزق في الدّنيا ، والأجر في الآخرة ، وإن كان كافرا أطعمه بها في الدّنيا (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً) من مؤمن (يُضاعِفْها) بعشرة أضعافها (وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ) من عنده (أَجْراً عَظِيماً) وهو الجنّة.
(٤١) (فَكَيْفَ) أي : فكيف يكون حال هؤلاء اليهود والمنافقين [يوم القيامة]؟ ، وهذا استفهام ومعناه التّوبيخ (إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) أي : بنبيّ كلّ أمّة يشهد عليها ولها (وَجِئْنا بِكَ) يا محمّد (عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) على هؤلاء المنافقين والمشركين شهيدا تشهد عليهم بما فعلوا.
(٤٢) (يَوْمَئِذٍ) أي : في ذلك اليوم (يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ) وقد عصوه في الدّنيا (لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ) أي : يكونون ترابا ، فيستوون مع الأرض حتى يصيروا وهي شيئا واحدا (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) لأنّ ما عملوه ظاهر عند الله لا يقدرون على كتمانه.
(٤٣) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ) أي : مواضع الصّلاة ، أي : المساجد (وَأَنْتُمْ سُكارى) نهوا عن الصّلاة وعن دخول المسجد في حال السّكر ، وكان هذا
__________________
(١) زيادة من عا.