حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً (٤٣) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (٤٤)
____________________________________
قبل نزول تحريم الخمر (١) ، وكان المسلمون بعد نزول هذه الآية يجتنبون السّكر والمسكر أوقات الصّلاة ، والسّكران : المختلط العقل الذي يهذي ، ولا يستمرّ كلامه ، ألا ترى أنّ الله تعالى قال : (حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ) فإذا علم ما يقول لم يكن سكران ، ويجوز له الصّلاة ودخول المسجد (وَلا جُنُباً) أي : ولا تقربوها وأنتم جنب (إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ) إلّا إذا عبرتم المسجد فدخلتموه من غير إقامة فيه (حَتَّى تَغْتَسِلُوا) من الجنابة (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى) أي : مرضا يضرّه الماء كالقروح ، والجدري ، والجراحات (أَوْ عَلى سَفَرٍ) أي : مسافرين (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) أو الحدث (أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) أي : لمستموهنّ بأيديكم (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) تمسّحوا بتراب طيّب منبت.
(٤٤) (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ) وهم اليهود (يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ) أي : يختارونها على الهدى بتكذيب محمّد عليهالسلام (وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) أن تضلّوا أيّها المؤمنون طريق الهدى.
__________________
(١) قال النحاس : وأكثر العلماء على أنّها منسوخة. وقال الزهري : قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ). وقوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) [سورة البقرة : الآية ٢١٩]. فنسخهما الله عزوجل بقوله سبحانه : يا (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة المائدة : الآية ٩٠].
انظر الناسخ والمنسوخ للنحاس ص ١٣٠ ، والناسخ والمنسوخ للزهري ص ٢٤ ، والناسخ والمنسوخ لهبة الله ص ٣٧ والإيضاح ص ٢٢٩.