بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللهُ وَاللاَّتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً (٣٤) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً (٣٥)
____________________________________
الرّجال على النّساء بالعلم ، والعقل ، والقوّة في التّصرف ، والجهاد ، والشّهادة ، والميراث (وَبِما أَنْفَقُوا) عليهنّ (مِنْ أَمْوالِهِمْ) أي : المهر ، والإنفاق عليهنّ (فَالصَّالِحاتُ) من النّساء اللواتي هنّ مطيعات لأزواجهنّ ، وهو قوله : (قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ) يحفظن فروجهنّ في غيبة أزواجهنّ (بِما حَفِظَ اللهُ) بما حفظهنّ الله في إيجاب المهر والنّفقة لهنّ ، وإيصاء الزّوج بهنّ (وَاللَّاتِي تَخافُونَ) تعلمون (نُشُوزَهُنَ) عصيانهنّ (فَعِظُوهُنَ) بكتاب الله ، وذكّروهنّ الله وما أمرهنّ به (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ) فرّقوا بينكم وبينهم في المضاجع [في الفرش](١)(وَاضْرِبُوهُنَ) ضربا غير مبرّح شديد ، وللزّوج أن يتلافى نشوز امرأته بما أذن الله تعالى فيه ، يعظها بلسانه ، فإن لم تنته هجر مضجعها ، فإن أبت ضربها ، فإن أبت أن تتّعظ بالضرب بعث الحكمان (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ) فيما يلتمس منهنّ (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) لا تتجنّوا عليهنّ من العلل.
(٣٥) (وَإِنْ خِفْتُمْ) [علمتم](٢)(شِقاقَ بَيْنِهِما) علمتم خلافا بين الزّوجين (فَابْعَثُوا حَكَماً) أي : حاكما وهو المانع من الظّلم من أقاربه (وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها) حتى يجتهدا وينظرا الظّالم منهما ، فيأمراه بالرّجوع إلى أمر الله ، أو يفرّقا إن رأيا ذلك (إِنْ يُرِيدا) أي : الحكمان (إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما) من الزّوج والمرأة بالصّلاح (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً) بما في قلوب الزّوجين والحكمين. قوله :
__________________
(١) زيادة من ظ.
(٢) زيادة من عا.