لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٣٢) وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (٣٣) الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ
____________________________________
فنزلت هذه الآية (١). (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ) ثواب (مِمَّا اكْتَسَبُوا) من الجهاد (وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ) [ثواب](٢)(مِمَّا اكْتَسَبْنَ) من حفظ فروجهنّ وطاعة أزواجهنّ (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) إن احتجتم إلى ما لغيركم فيعطيكم من فضله.
(٣٣) (وَلِكُلٍ) أي : ولكلّ شخص من الرّجال والنّساء (جَعَلْنا مَوالِيَ) عصبة وورثة (مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) أي : ممّن تركهم والداه وأقربوه ، أي : تشعّبت العصبة والورثة عن الوالدين والأقربين ، ثمّ ابتدأ فقال : والذين عاقدت أيمانكم (٣) وهم الحلفاء ، أي : عاقدت حلفهم أيمانكم ، وهي جمع يمين من القسم ، وكان الرّجل في الجاهليّة يعاقد الرّجل ، ويقول له : دمي دمك ، وحربي حربك ، وسلمي سلمك ، فلمّا قام الإسلام جعل للحليف السّدس ، وهو قوله : (فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) ثمّ نسخ ذلك بقوله : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ)(٤). (إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً) أي : لم يغب عنه علم ما خلق.
(٣٤) (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ) على تأديبهنّ والأخذ فوق أيديهنّ (بِما فَضَّلَ اللهُ)
__________________
(١) الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٣٠٥ ؛ وصححه وأقرّه الذهبي ، وابن جرير ٥ / ٤٦ ؛ والمؤلف في الأسباب ص ١٨١.
(٢) زيادة من عا وظا.
(٣) قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف : عَقَدَتْ ، والباقون : عاقدت الإتحاف ١ / ٥١٠.
(٤) سورة الأنفال : الآية ٧٥. وأخرج هذا عن ابن عباس النحاس في ناسخه ص ١٢٩ ؛ وابن جرير ٥ / ٥٢ ؛ وانظر : الإيضاح ص ٢٢٨ ؛ والناسخ والمنسوخ للزهري ص ٢٣.