فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (١٥) وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً (١٦) إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ
____________________________________
المسلمين (فَإِنْ شَهِدُوا) عليهنّ بالزّنا (فَأَمْسِكُوهُنَ) فاحبسوهنّ (فِي الْبُيُوتِ) في السّجون ، وهذا كان في أوّل الإسلام ، إذا كان الزّانيان ثيّبين حبسا ومنعا من مخالطة النّاس ، ثمّ نسخ ذلك بالرّجم (١) ، وهو قوله : (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) وهو سبيلهنّ الذي جعله الله لهنّ.
(١٦) (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها) أي : البكرين يزنيان ويأتيان الفاحشة (فَآذُوهُما) بالتّعنيف والتّوبيخ ، وهو أن يقال لهما : انتهكتما حرمات الله ، وعصيتماه واستوجبتما عقابه. (فَإِنْ تابا) من الفاحشة (وَأَصْلَحا) العمل فيما بعد فاتركوا أذاهما ، وهذا كان في ابتداء الإسلام ، ثمّ نسخه قوله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ ...)(٢) الآية.
(١٧) (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ) أي : إنما التوبة التي أوجب الله على نفسه بفضله قبولها (لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) أي : إنّ ذنب المؤمن جهل منه ، والمعاصي كلّها جهالة ، ومن عصى ربّه فهو جاهل. (ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) أي : من قبل الموت
__________________
(١) ليس في الأصل.
(٢) الناسخ والمنسوخ للنحاس ص ١١٧ ؛ والإيضاح ص ٢١٣ ؛ وناسخ القرآن لابن البارزي ص ٢٩ ؛ والناسخ والمنسوخ لهبة الله ص ٣٣. قيل : ناسخها السّنّة ، وهو قوله صلىاللهعليهوسلم : «خذوا عني قد جعل الله لهنّ سبيلا ، البكر بالبكر مائة جلدة وتغريب عام ، والثّيّب بالثّيّب الرجم». أخرجه أحمد ٥ / ٣١٨ ؛ ومسلم في الحدود برقم ١٦٩٠ ؛ والنحاس في ناسخه ص ١١٨. وقيل : نسختها آية النور : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ)[الآية ٢]. سورة النور : الآية ٢.