فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (١٩)
____________________________________
ولو بفواق ناقة (فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ) يعود عليهم بالرحمة (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) علم ما في قلوب المؤمنين من التصديق ، فحكم لهم بالتوبة قبل الموت بقدر فواق ناقة.
(١٨) (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) أي : المشركين والمنافقين (وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) يعني : ولا توبة لهؤلاء إذا ماتوا على كفرهم ؛ لأنّ التّوبة لا تقبل في الآخرة. (أُولئِكَ أَعْتَدْنا) أي : هيّأنا وأعددنا.
(١٩) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ ...) الآية. كان الرّجل إذا مات ورث قريبه من عصبته امرأته ، وصار أحقّ بها من غيره ، فأبطل الله ذلك ، وأعلم أنّ الرّجل لا يرث المرأة من الميت ، وقوله : (أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) يريد : عين النّساء كرها ، أي : [نكاح النساء](١) وهنّ كارهات (وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَ) كان الرّجل يمسك المرأة وليس له فيها حاجة إضرارا بها حتى تفتدي بمهرها ، فنهوا عن ذلك ، ثمّ استثنى فقال : (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) أي : الزّنا ، فإذا رأى الرّجل من امرأته فاحشة فلا بأس أن يضارّها حتى تختلع منه (وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) أي : بما يجب لهنّ من الحقوق ، وهذا قبل أن يأتين الفاحشة (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ ...) الآية. أي : فيما كرهتم ممّا هو لله رضى خير كثير وثواب عظيم ، والخير الكثير في المرأة المكروهة أن يرزقه الله منها ولدا صالحا.
__________________
(١) زيادة من ظ.