الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٨٧) وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٨) يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ
____________________________________
الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) بالامتناع من هذه الأشياء (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ) نهي للمعتكف عن الجماع ؛ لأنه يفسده ، (تِلْكَ) أي : هذه الأحكام التي ذكرها (حُدُودُ اللهِ) ممنوعاته (فَلا تَقْرَبُوها) فلا تأتوها (كَذلِكَ) أي : مثل هذا البيان (يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) المحارم.
(١٨٨) (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) أي : لا يأكل بعضكم مال بعض بما لا يحلّ في الشّرع ، من الخيانة والغصب ، والسّرقة والقمار ، وغير ذلك (وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ) ولا تصانعوا [أي : لا ترشوا](١) بأموالكم الحكّام لتقتطعوا حقّا لغيركم (لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً) طائفة (مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ) بأن ترشوا الحاكم ليقضي لكم (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنّكم مبطلون ، وأنّه لا يحلّ لكم ، والأصل في الإدلاء : الإرسال ، من قولهم : أدليت الدّلو.
(١٨٩) (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) سأل معاذ بن جبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن زيادة القمر ونقصانه ، فأنزل الله تعالى (٢) : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) وهي جمع هلال (قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ) أخبر الله عنه أنّ الحكمة في زيادته ونقصانه زوال الالتباس عن أوقات النّاس في حجّهم ومحلّ ديونهم ، وعدد نسائهم ، وأجور أجرائهم ،
__________________
(١) زيادة من ظ.
(٢) أخرجه أبو نعيم وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. ولا يخفى ضعف هذا الطريق.
انظر : لباب النقول ص ٣٥ ؛ وأسباب النزول ص ٨٥.