قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا
____________________________________
قَرِيبٌ) يعني : قربه بالعلم (أُجِيبُ) أسمع (دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) أي : فليجيبوني بالطّاعة وتصديق الرّسل (وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) ليكونوا على رجاء من إصابة الرّشد.
(١٨٧) (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ ...) الآية. كان في ابتداء الإسلام لا تحلّ المجامعة في ليالي الصّوم ، ولا الأكل ولا الشّرب بعد العشاء الآخرة ، فأحلّ الله تعالى ذلك كلّه إلى طلوع الفجر ، وقوله : (الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) يعني : الإفضاء إليهنّ بالجماع (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ) أي : فراش (وَأَنْتُمْ لِباسٌ) لحاف (لَهُنَ) عند الجماع (عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ) تخونون أنفسكم بالجماع ليالي رمضان ، وذلك أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره فعلوا (١) ذلك ، ثمّ أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسألونه ، فنزلت الرّخصة (فَتابَ عَلَيْكُمْ) فعاد عليكم بالترخيص (وَعَفا عَنْكُمْ) ما فعلتم قبل الرّخصة (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَ) جامعوهنّ (وَابْتَغُوا) واطلبوا (ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) ما قضى الله سبحانه لكم من الولد (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) اللّيل كلّه (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ) يعني : بياض الصّبح (مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) من سواد اللّيل (مِنَ الْفَجْرِ) بيان أنّ هذا الخيط الأبيض من الفجر لا من غيره (ثُمَّ أَتِمُّوا
__________________
(١) ومنهم غير عمر بن الخطاب : كعب بن مالك ، وأبو صرمة الأنصاري وفي أسباب النزول ص ٨٣ : قيس بن صرمة ، وقد اختلف في اسمه ، وذكره النحاس في الناسخ ص ٣٠ أبو قيس بن عمرو ، قال ابن حجر في الفتح ٨ / ١٨٢ : ولم يزد واحد منهم في القصة على تسمية عمر إلّا في حديث كعب بن مالك. اه. وحديث عمر أخرجه ابن جرير ٢ / ١٦٤. وذكر البخاري سبب نزول الآية عن البراء ، ولم يسمّ أحدا. فتح الباري ٨ / ١٨١.