وَمَا
اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٠) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ
خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا
يَعْمَلُونَ (١٤١) سَيَقُولُ
السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا
عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ (١٤٢) وَكَذلِكَ
جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ
عَلَيْها
____________________________________
محمدا صلىاللهعليهوسلم من ذريّة إبراهيم عليهالسلام ، وأخذ مواثيقهم أن يبيّنوه ولا يكتموه ، ثمّ ذكر قصّة
تحويل القبلة ، فقال :
الجزء الثاني :
(١٤٢) (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ) يعني : مشركي مكّة ويهود المدينة (ما وَلَّاهُمْ) ما صرفهم؟ يعنون النبيّ صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين (عَنْ قِبْلَتِهِمُ
الَّتِي كانُوا عَلَيْها) وهي الصّخرة (قُلْ لِلَّهِ
الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) يأمر بالتّوجّه إلى أيّ جهة شاء (يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ) دين مستقيم. يريد : إنّي رضيت هذه القبلة لمحمّد صلىاللهعليهوسلم ، ثمّ مدح أمّته فقال :
(١٤٣) (وَكَذلِكَ) أي : وكما هديناكم صراطا مستقيما (جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) عدولا خيارا (لِتَكُونُوا شُهَداءَ
عَلَى النَّاسِ) لتشهدوا على الأمم بتبليغ الأنبياء (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ) على صدقكم (شَهِيداً) وذلك أنّ الله تعالى يسأل الأمم يوم القيامة ، فيقول :
هل بلّغكم الرّسل الرّسالة؟ فيقولون : ما بلّغنا أحد عنك شيئا ، فيسأل الرّسل
فيقولون : بلّغناهم رسالتك فعصوا ، فيقول : هل لكم شهيد؟ فيقولون : نعم ، أمّة
محمّد صلىاللهعليهوسلم ، فيشهدون لهم بالتّبليغ وتكذيب قومهم إيّاهم ، فتقول
الأمم : يا ربّ ، بم عرفوا ذلك ، وكانوا بعدنا؟ فيقولون : أخبرنا بذلك نبيّنا في
كتابه ، ثمّ يزكّيهم محمّد صلىاللهعليهوسلم . (وَما جَعَلْنَا
الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها) أي :
__________________