لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (١٣٦) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣٧) صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (١٣٨) قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (١٣٩) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ
____________________________________
إليهم. وقوله تعالى : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) أي : لا نكفر ببعض ونؤمن ببعض ، كما فعلت اليهود والنّصارى.
(١٣٧) (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) أي : إن أتوا بتصديق مثل تصديقكم ، وكان إيمانهم كإيمانكم (فَقَدِ اهْتَدَوْا) فقد صاروا مسلمين (وَإِنْ تَوَلَّوْا) أعرضوا (فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ) في خلاف وعداوة (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) ثمّ فعل ذلك ، فكفاه أمر اليهود بالقتل والسّبي في قريظة ، والجلاء والنّفي في بني النّضير ، والجزية والذّلّة في نصارى نجران.
(١٣٨) (صِبْغَةَ اللهِ) أي : الزموا دين الله (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) أي : ومن أحسن من الله دينا؟.
(١٣٩) (قُلْ) يا محمّد لليهود والنّصارى : (أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ) أتخاصموننا في دين الله؟ وذلك أنّهم قالوا : إنّ ديننا هو الأقدم ، وكتابنا هو الأسبق ، ولو كنت نبيّا لكنت منّا (وَلَنا أَعْمالُنا) نجازى بحسنها وسيّئها ، وأنتم في أعمالكم على مثل سبيلنا (وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) موحّدون.
(١٤٠) (أَمْ تَقُولُونَ) إنّ الأنبياء من قبل أن تنزّل التّوراة والإنجيل (كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ) أي : قد أخبرنا الله سبحانه أنّ الأنبياء كان دينهم الإسلام ، ولا أحد أعلم منه (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) هذا توبيخ لهم ، وهو أنّ الله تعالى أشهدهم في التّوراة والإنجيل أنّه باعث فيهم