فتاريخ العلم ـ أيّ علم ـ باتت تؤكّد عليه البحوث الأكاديمية والدراسات الحداثوية والأساليب المنهجية.
إنّ الحلّة كمدرسة فقهية تعدّ من شواهد القرن السادس الهجري في بداياتها ، وهي الامتداد المعرفي لمدرسة بغداد ، هذه المدرسة التي أرسى دعائمها الشيخ المفيد والسيّدان : الشريف المرتضى والشريف الرضي ، ومن المعالم الأساسية لمدرسة بغداد التي أثّرت في مدرسة الحلة هي :
١ ـ نشأة الفقه في أحضان الحديث ، فكانت فتاواهم نصوص أحاديث ، وألّف الإمامية كُتباً فقهية لم تخرج في واقعها أن تكون أحاديث مبوّبة بحسب أبواب الفقه(١) ، فقد انتهج الفقهاء خطى المحدّثين في تقسيمهم من الطهارة إلى الديات ، والمهمّ هنا هو تصديرهم للرسائل الفقهية بالمقدّمات الاعتقادية كما في المقنعة في الفقه(٢).
٢ ـ التخصّص في العلوم واستقلاليّتها والتمايز بينها ، فقد بحثت الدروس الأصولية بمعزل عن الفقهية.
ومن شواهدها : التذكرة بأصول الفقه للشيخ المفيد والذريعة للسيّد المرتضى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) جهود الشيخ المفيد الفقهية : ١٢٢.
تراثنا : مجلّة فصلية تصدرها مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث في قم المقدّسة العدد الأوّل والثاني ٨٥ و٨٦ السنة الثانية والعشرون ١٤٢٧ هجري محرّم / جمادى الآخرة. مقال للباحث زهير الأعرجي.
(٢) المقنعة في الفقه / مخطوطة مصوّرة في مكتبتي الخاصّة بالنجف الأشرف.