الدواليبي(١) بذلك مع أنّه كانت تربطه مع الخطيب صلة مودّة حميمة ، حيثيظهر ذلك من خلال مقالاته في مجلّة الزهراء والفتح والتي كان رئيس تحريرها محبّ الدين الخطيب ؛ ولكن وجود بعض الأسباب والتداعيات أدّت إلى تكدّر العلاقات بينهما وانصرام حبل المودّة مدّة عشر سنين ومن تلك الأسباب والتداعيات هو التعصّب والجمود الديني في كتاب الخطيب الخطوط العريضة التي قام عليها دين الشيعة الإمامية ، وتأسيس (المكتبة السلفية) ، ونشر كتب أعداء الدين وأهل الهوى من المسلمين كتحقيقه على كتاب العواصم والقواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) لابن العربي(٢) المالكي الناصبي ، وطبع تعليقات الشيخ بن باز وتأجيج نار التفرقة بين المسلمين(٣) ، وقد استمرّت الخصومة بينهما حتّى وافاه الأجل قبل وفاة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وسمّاهم أيضاً في موضع آخر (حفدة الأمويّين)، وقال بعد التكلّم عن يزيد وابن زياد: في كلّ عصر نابتة سوء مبغضة عرفت بالنصب، وفي عصرنا هذا من هذه السلسلة قوم فضحوا أنفسهم بنصبهم.
(٢) هو غير (ابن عربي) العارف الشهير وصاحب الكتب المشهورة : (الفتوحات المكّية) و (فصوص الحكمة) و (ترجمان الأشواق).
(٣) كان الشيخ محبّ الدين الخطيب من المتعصّبين ضدّ فكرة التقريب بين المذاهب حيث قال : «انفضّ المسلمون جميعاً من حول دار التخريب التي كانت تسمّى دار التقريب ومضى عليها زمن طويل والرياح تصفر في غرفها الخالية تنعى من استأجرها» ، ثمّ يذكر أنّه لم يبق متعلّقاً بعضويتها إلاّ بعض المنتفعين مادّيّاً في ولاء انتمائهم إلى هذه الدار ، وأنّ العلماء المخلصين من أهل السنّة انكشف لهم المستور من حقيقة دين الرافضة ، ودعوة التقريب التي يريدها الرافضة ، فانفضّوا عن الدار وعن