التوحيد حيث قال : «صرّح الإسلام تصريحاً لا يحتمل الريبة بأنّ دين الله في جميع الأزمان وعلى ألسن جميع الأنبياء واحد قال الله تعالى : (إنّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إلَى نُوْح وَالنَّبِيِّيْنَ مِنْ بَعْدِهِ)(١)... أي مثاله في جنسه وموضوعه والغرض منه أنّهم يصدرون عن نبع واحد»(٢).
قال في بواعث تأليف الكتاب :
«وقد استخرت الله في أن أنشر هذه الرسالة الموجزة لأبيّن لأخوتي المخلصين من أهل الأديان أجمعين ، أنّ دين الله على ألسنة رسله ـ كما قرأناه في كتبهم ـ واحد وصادر من إله واحد ، أراد به سبحانه وتعالى هداية خلقه على اختلاف أجناسهم وألوانهم في كلّ زمان ومكان ، معتمداً في ذلك على أقوى الأدلّة التي يرضى عنها العلماء المخلصون من صحيح النقل وصريح العقل».
افتتح الأستاذ كتابه بحديث الرسول(صلى الله عليه وآله) (الأنبياء إخوةٌ لعلاّت(٣) ؛ أمهاتهم شتّى ودينهم واحد) ، ثمّ يأتي بأدلّة ويقول : «إنّما كان دين جميع الأنبياء واحداً في التوحيد وروح العبادة وتزكية النفس بالأعمال التي تقوّم الملكات وتهذيب الأخلاق ، قال تعالى :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة النساء : ١٦٣.
(٢) دين الله الواحد : المقدّمة.
(٣) وفي رواية أولاد علاّت : قد فسّروا العلاّت بالضرائر وأصله أنّ من تزوّج امرأة ثمّ تزوّج عليها أخرى كأنّه علعل منها فالعلل الشرب بعد الشرب. وبنو العلاّت هم أولاد الرجل من نسوة شتّى.