شديداً حتّى لقد كان يدركه أحياناً ما يشبه الغضب ينضح به قلمه.... طالما وددت تحقيقها من قبل لو لا ما رمتني به الأقدار من مصائب فادحة في أولادي ومصاعب متلاحقة في حياتي(١) حتّى أصبحت ممزّق القلب مشرّد اللبِّ لا أكاد أحسن عملا أتولاّه ولا أجيد أمراً أقوم به»(٢).
هذه الرسائل تفصح عن دخائل نفس الرافعي وتميط اللثام عن حقيقة تاريخ منازعاته مع بعض العلماء المعاصرين كالعقّاد والدكتور طه حسين وغيرهم حول القرآن والبلاغة والشعر والأدب ، وهي تحمل في طيّاتها آراء قيّمة للرافعي وفي بعضها يظهر السبب الباعث على تأليف كلّ كتاب من كتبه كتاريخ أدب العرب أو كتاب في حياة محمّد(صلى الله عليه وآله) وكشف الغطاء عن بعض أسرار الإعجاز في كثير من آيات القرآن ، ولا نستطيع أن نستوفي هنا كلّ ما حملت من فوائد وما اشتملت عليه من أغراض ، هذا غير ما يتجلّى فيها من أسلوبه في كتابة رسائله الخاصّة التي لا ينالها تهذيب أو يصيبها تنقيح.
٢ ـ دين الله الواحد على ألسنة جميع الرسل ؛ محمّد والمسيح أخوان.
اتّخذ أبو ريّة هذا العنوان من كلام الشيخ محمّد عبده في رسالة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) هذه الحادثة التي أشار إليها أبو ريّة تجدها في مقدّمة كتابه (أضواء) هي وفاة ولده مصطفى صادق في رمضان سنة ١٣٥٤هـ ووفاة زوجته في السنة اللاحقة حزناً على ولدها.
(٢) رسائل الرافعي : المتقدّمة.