(لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُون * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحين * وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْر فَلَنْ يُكْفَرُوهُ(١) وَاللهُ عَلِيْمٌ بِالْمُتَّقينَِ)(٢).
هذه الآية من العدل الإلهي في بيان حقيقة الواقع وإزالة الإبهام ، وهي دليل على أنّ دين الله واحد على ألسنة جميع الأنبياء ، وأنّ كلّ من أخذه بإذعان وعمل فيه بإخلاص فأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو من الصالحين.
يقول الأستاذ الشيخ محمّد عبده في تفسير هذه الآية :
* وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْر فَلَنْ يُكْفَرُوهُ * أي فلن يضيع ثوابه كما يكفر الشيء أن يستر حتّى كأنّه غير موجود وقال الزمخشري إنّ (كفر) عُدِّيَ هنا إلى مفعولين لتضمينه معنى الحرمان فالمعنى لن يُحرموا جزاءه. * وَاللَّهُ عَليمٌ بِالْمُتَّقينَ * وإنّما يجزي العاملين بحسب ما يعلم من أمرهم وما تنطوي عليه نفوسهم من نيّاتهم وسرائرهم فمن آمن إيماناً صحيحاً واتّقى ما يفسد عليه ثمرات إيمانه فأولئك هم الفائزون فلا عبرة بجنسيّات الأديان وإنّما العبرة بالتقوى مع الإيمان»(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) فلن يضيع ولا ينقص ثوابه. (تفسير الصافي)
(٢) آل عمران : ١١٣ ـ ١١٥.
(٣) دين الله الواحد : المقدّمة.