المسلمين ، ولم تستطع هذه الوزارة أن تخالف عن أمره لأنّه ما يربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماء ، وظلّ هذا الكيد يلاحق الكتاب هذه السنين الطويلة لكي يحول دون نشره بين الناس(١) إلى أن علم أخيراً بالأمر نصير الدين والفكر الدكتور طه حسين طلب أصول الكتاب من وزارة الثقافة ولما اطّلع عليه أعاده علينا مع خطاب ، دحض فيه ما رماه الأزهر به. وصرّح في جلاء أنّه موافق للدين كلّ الموافقة لا يخالفه ولا ينبو عنه في شيء مطلقاً.
وأنّه مفيد فائدة كبيرة جدّاً في علم الحديث... وأنّ في نشره الخير كلّ الخير ، والنفع كلّ النفع وبذلك انحسم الأمر ، وحصحص الحقّ ، واتّخذ الكتاب سبيله إلى الناس مطبوعاً لينتفعوا به.
ولأهمّية خطاب الدكتور طه حسين نشرنا صورته على غلاف الكتاب ، تبصرة لأولي الألباب.
محمود أبو ريّة ١٣ / ١٠ / ١٩٦٩م(٢)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) «وقف الأزهر في سبيل هذا الكتاب كما وقف في سبيل كتابين لنا آخرين وهما كتاب : (دين الله الواحد) وكتاب (صيحة جمال الدين) وقامت في سبيل ذلك معارك حامية على مجلّة الأزهر وغيرها واهتمّ الناس بهذه المعارك وتوقّعوا ما قد يترتّب عليها من عواقب قد تضرّنا لأنّ الأزهر بقوّته وجحافله كان يحاربنا ونحن وحدنا ولم يكن وراءنا في هذا المعمعان أحد يؤيّدنا ، ولكن الله سبحانه هو العون والوزر وقد كتب لنا بفضله النصر والظفر ، وبتأييده تعالى باءت كلّ الحملات التي وجّهت إلينا. من كلّ جانب بالخيبة والهزيمة والحمد لله حمداً كثيراً». أنظر : مع رجال الفكر في القاهرة ١ / ١٥٤ هامش ٢.
(٢) مع رجال الفكر ١ / ١٣١ ـ ١٥.