الرسائل بينه وبين الشيخ محمّد جواد مغنية حول طبع شيخ المضيرة أبو هريرة وذلك قبل أن يتمّ الاتّفاق مع السيّد صدر الدين شرف الدين ، كما تبادلت الرسائل بينه وبين آية الله الخوئي ، والأستاذ رشيد الصفّار(١) ، وكان آية الله الخوئي عندما تصل إليه رسائل الشيخ محمود أبو ريّة كان يرسل عليّ ويطلعني عليها أو يرسلها لي لأطّلع عليها....قال ـ تغمّده الله برحمته ـ في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسوّغاً من عشوائية المرحلة فليس لها في عصرنا أدنى مسوّغ ، وأغرب ما في هذه المحنة أن طوقها من صنع غير الحكّام خلافاً للمعهود في الأزمنة الغابرة.
الطوق اشترك في حبكه حول (أبو ريّة) كتّاب كالسباعي أحاطوه بأراجيف وافتراءات منفردة ، وناشرون استغلّوا ظرفه هذا فاشترطوا لنشر كتابه تجريده من حقوق المؤلّف ، ولك أن تجد بين هؤلاء وأولئك سبب تطوّعنا لنشر هذا الكتاب الجليل.
بقى أنّ السباعي وأمثاله سيؤكّدون للبسطاء من قرّائهم تهمة تشيّع (أبو ريّة) ويسوقون التهمة ـ كما جاءت في كتاب السنّة ـ بأسلوب المرجفين ، وليت السباعي يحيى عصره ليخفّف على نفسه ثقل هذا الأسلوب الغليظ ، فالتشيّع لم يعدّ كفراً ، ولا إلحاداً في الدين ، ولم يعد التسنّن ضلالة ، ولا خروجاً على الإسلام كذلك ، وإنّما هما في مفهوم الوعي الحديث جدولان يتألّف منهما نهر الإسلام الكبير ، فلا يخطّئ الإسلام متديّن تشيّع أو تسنّن ، أمّا الذين يخطّئونه حقّاً فإنّما هم المرجفون المفرّقون المتعصّبون من الفريقين.
والبحث في الحديث والمحدّثين بحثاً علميّاً ينفض عنهما غبار القِدَم رسالة لا يقدّرها حقّ قدرها إلاّ مسلم يعيش الإسلام بعلم وإخلاص. هدانا الله لما فيه صلاح أنفسنا ومصلحة أمّتنا ، ولا يشذّ عن هذين تأليف هذا الكتاب ولا نشره ، ولا الانتفاع بقراءته واقتنائه. صدر الدين شرف الدين».
(١) رئيس ملاحظي الحقوق في المصرف الزراعي المركزي في بغداد ، ومحقّق (ديوان الشريف المرتضى) المطبوع في ثلاثة أجزاء بمصر ، وكتاب (جمل العلم والعمل) للشريف المرتضى أيضاً وطبع في النجف وإيران.