في مدينة المنصورة حتّى وفد إلى الجيزة عام (١٩٥٧م) وبقي فيها إلى حين وفاته.
ومن المؤسف جدّاً أنّنا لم نقف على ترجمة له إلاّ ما ذكره الأستاذ السيّد مرتضى الرضوي في كتابه مع رجال الفكر في القاهرة ، حتّى أنّ الزِرِكلي قد فاته ذكر أبي ريّة في الأعلام وفي مستدركاته(١) ؛ فلذلك اكتفينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) قال بعض الوهّابيّين في بعض مواقعهم على الانترنت : «إنّ هذا يكفي في تضليل أبي ريّة حيث لم يكن في كتب التراجم اسم منه». وقد أخذوا هذا المقال من قول السباعي حيث قال : «أبي ريّة فاجر يبتغي الشهرة...إلخ» ، أنظر : السنّة ومكانتها. وقد نسي أنّ التاريخ ذكر أشخاصاً كانت أحوالهم ـ على حدّ زعمهم ـ أسوأ من أبي ريّة ، فقد ذكر التاريخ قصّة الحجّاج بن يوسف وما فعله في شأن المسجد الحرام ، ويزيد بن معاوية وقتلة الحسين الشهيد الذي بكت عليه السماء والأرض دماً ، ولعلّهم يتصوّرون أنّ سنّة الله قائمة على محو تراجم من انتقد أبي هريرة والصحابة الذين انقلبوا على أعقابهم وبدّلوا بعد الرسول تبديلا ، ونسوا أنّ التاريخ المليء بالأراجيف والأوهام بحاجة إلى قراءة جديدة لتبقى الحقائق لائحةً لامعةً في جبينه حتّى تصل إليها يد الباحثين والمحقّقين ذوي الضمائر الحيّة وتعرّيها من الأوهام والشبهات فتتقبّلها الفطرة السليمة والعقول النيّرة على مرّ العصور لا سيّما في عصرنا الحاضر عصر العلم. وهذا هو التاريخ لا زال يذكر أمثال النظام والجاحظ والأسكافي وابن أبي الحديد والرافعي والدكتور طه حسين والسيّد شرف الدين بالرغم من انتقاداتهم الشديدة على أبي هريرة ومن شاكله من الصحابة.
وأمّا عدم ذكر ترجمة لِعَلَم عَيْلَم ورائد من روّاد الحركة الإصلاحية للحديث السنّي ـ الأستاذ أبو رّية ـ فلأنّه لم يكن من أساتذة جامعة الأزهر أو الجامعات الأكاديمية ذات الدراسات الدينية التقليدية وإلاّ فليس من المعقول أن لا تذكر له ترجمة وقد طبعت كتبه وشاع صيته واستفحل أمره واستشرى فكره ومنطقه بين حملة العلم وروّاد الفكر ، وكيف يُنسى وقد ناهز الثمانين من عمره وقد رحل عنه أصدقاؤه كأمثال الرافعي