يكون ذلك من أسباب إقصائهم له(١).
وإن كان من بين هذه الجماعة بعض الأزهريّين وغيرهم ممّن انتقدوا المؤلّف وكتابه ـ في بادئ الأمر ـ بأسلوب علميٍّ صحيح يستحقّ أن ينظر فيه ويستأهل أن يردّ عليه ، وقد استجاب المؤلّف لانتقاداتهم وردّ عليهم بأبلغ البيان وأفحمهم في الردّ حتّى تستبين لهم الحقيقة ، ولكن لم يمضِ زمن حتّى طغى قلمهم وغلب عليهم الطيش فعادوا وهجموا عليه بعبارات قاسية ظهرت على صفحات مجلاّتهم كمجلّة الأزهر وغيرها في مصر والشام والحجاز.
والأمر الذي يثير العجب حقّاً أنّهم منعوا من نشر أيّ ردّ ونقد يرد على كلماتهم من قبل المؤلّف وغيره في نفس المجلّة لئلاّ يفضح علمهم ويظهر للناس جهلهم ، واستمرّ الأمر كذلك حتّى طبع المؤلّف نقده وأدرجه على صفحات إحدى المجلاّت اللبنانية... فوقع ما وقع.
حياة الأستاذ أبي ريّة :
ولد الأستاذ محمود أبو ريّة في كفر المندرة (مركز أجا) محافظة الدقهلية في (١٥ ديسمبر عام ١٨٨٩م)(٢). جمع بين الدراسة الأكاديمية والدينية بالمدارس الابتدائية والثانوية والمعاهد الدينية. قضى أكثر أيّام عمره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كما نقل عن معاوية : إنّه لا يستقيم لنا الأمر إلاّ بسبّ عليٍّ على المنابر. (الغدير : ج٧ : ص١٩٩).
(٢) الموافق ٢١ ربيع الثاني ١٣٠٧ هجري.